alimared | September 25, 2007 --بواسطة
مع صوت ناظم الغزالي و هو يغني"عيرتني بالشيب و وقار.. ليتها عيرت بما هو عار" تفجرت ينابيع الحب والخير في دجلة و الفرات..ارتفعت مليون نخلة شامخة في العراق ارض الخير.. تردد اهاته و تعزف له احلى الالحان..لكن الطبيعة التي عشقت ابنها و مست حنجرته بلمستها السحرية.. عرفت ان النبوءة في الاغنية لن تتحقق.. فالمغني لن يشيب ابدا بل ستحتفظ به فصلا يافعا في الليالي العربية التي تزينها الاقمار
سألت ذات مرة الفنان العراقي الكبير يوسف العاني وقد اقترب من ناظم في مرحلة مبكرة ونمت صداقة عميقة بينهما استمرت حتى آخر يوم في حياة ناظم عن التغيير الذي طرأ على شخصية ناظم بعد النجومية و مدى تأثيرها عليه..رد ( كان رحمه الله محصنا من كل سلبيات النجومية ..تركيبة نادرة من الاحاسيس المرهفة و المشاعر الرقيقة..مؤدب الى اقصى درجة, لا يريد ازعاج احد,لم اسمع صوته يعلو الا حين يغني, طوال فترة صداقتنا الحميمة لم اره يوما في حالة عصبية او ثورة كما يحدث احيانا لأي احد , بل كان صبورا كريم النفس , يرعى حق الآخرين كما لا يرضى ان يهضم حقه, لذا كان ناظم محط احترام كل اللذين عرفوه زملاء و اصدقاء و معجبين. لم تقدر الشهرة على مجرد خدش شخصية ناظم ,ظل نفس الانسان البسيط , يتبادل الزيارات القدامى و يكره التعالي و لو على ابسط الناس ,لم اقابل انسان بهذه القناعة.. هل تصدقين ان هذا النجم الكبير, الذي احيا حفلات زفاف اغنى عائلات العراق ,يقبل دعوة شخص بسيط و يغني في حفل زفافه دون مقابل. حتى طقوسه و شروطه للغناء كانت على بساطتها تعكس احتراما شديدا لفنه.. سألته ذات يوم عنها, فأكد لي انه يستمد حالة الانسجام او "السلطنة" من جمهور "السميعة" الذي يقدر و يستمتع بالطرب الاصيل.. اما باقي الطقوس التي يحرص عليها, فتقتصر على شرب فنجان من البابونج الساخن فبل الغناء مباشرة)
لا تحزن يا ناظم الخير .. صوتك سيكتب له الخلود ..وسيبقى عبر الأزمان فصلا من حضارة ما بين النهرين
لينا مظلوم - كاتبه وصحفيه عراقيه
No comments:
Post a Comment